لا يزال حفل الخطوبة "الأسطوري" الذي أقيم للطفل أوشا البالغ من العمر 4 سنوات والطفلة ليلى (3 سنوات)، حديث الناس في منطقة دار السلام بالقاهرة، فمعظم أهالي المنطقة لم يصدقوا هذه الخطوبة لطرافتها وغرابتها، إلا بعد أن شاهدوا السرادق الضخم المقام بجانب سنترال دار السلام.
وقد تمت دعوة أهالي الحي وعدد كبير من الأطفال أصدقاء العروسين للحفل الذي امتد حتى الصباح، رقص فيها المدعوون على نغمات موسيقى شعبية رقصات بالحصان والعصا وسط زغاريد وفرحة أهل الحي الذين حضروا لمشاهدة هذا الحفل الغريب.
وذكرت صحيفة القدس العربي أن العريس قد ارتدى بدلة جديدة زرقاء قام بتفصيلها خصيصاً عند أحد الخياطين المعروفين بحي دار السلام، كما ارتدت العروس فستانا أبيض جديد، ثمنه خمسمائة جنيه.
وقد خرج العريس من عند مصفف الشعر (الكوافير) يتأبط ذراع خطيبته وعزفت الموسيقي والأغاني حتى وصل الموكب إلي السرادق الضخم الذي أقامه أهل العريس.
وأخذ العريسان طريقهما وجلسا علي كرسيين تزينهما الورود، وأحاط بهما أصدقاؤهما الصغار، وبدأ الحفل بين التجار الكبار بالمنطقة فالجميع جاء لتهنئة والد العريس الحاج محمد حناطة تاجر السيارات المعروف بالمنطقة، وانهالت النقوط على رأس الراقصة والفرقة الموسيقـــية حتى وصلت آلاف الجنيهات.
بعد انتهاء الحفل في الصباح دعا والد العريس الضيوف لوليمة عشاء في أحد المحلات الشهيرة بدار السلام ليتناولوا وجبة كفتة وكباب وفراخ مشوية علي حسابه.
العروس اسمها الكامل ليلى نبيل أما العريس فهو أوشا محمد حناطة، وهو الولد الوحيد لأبيه على تسع بنات، أما الحسناء الصغيرة فهي آخر العنقود ولها اختان بخلاف أربعة أولاد.
وكانت صحيفة "الأخبار" المصرية أن العريس رحب بضيوفه كأي عريس كبير ولم يكن مترددا أو خائفا، وقد قال أوشا إنه تعرف على عروسه من خلال الأسرة فـ"والدها صديق والدي ورأيتها منذ أسبوع وأعجبت بها، وعندما سألني والدي ما رأيك في أن أخطبها لك فوافقت على الفور وذهبنا في اليوم الثاني بصحبة محمد البطل صديق الأسرتين وتم قراءة الفاتحة وتحديد موعد حفل الخطوبة".
وأكد أوشا أنه أعجب فعلا بعروسه وأنه لن يغير رأيه عندما يكبر، أما هي فقالت إن أوشا إذا غير رأيه سيكون هو الخسران.
وقد كان لافتا أن العروس كانت في كامل زينتها النسائية من ماكياج وتصفيف شعر، واصطحبها العريس في سيارة فاخرة مزينة بأجمل الورود وخلفهم موكب من السيارات الفارهة، والحافلات في زفة جميلة طافت شوارع المنطقة ثم عادوا إلى مكان الحفل وصعد العروسان إلى الكوشة التي أعدت خصيصا لهما وسط زحام شديد.
من جهته ذكر والد العريس أنه كان يدعو الله أن يرزقه بذكر بعد أن أنجب تسع بنات وبالفعل "استجاب المولى عز وجل لدعوتي ورزقت بمحمد وأطلقت عليه اسم الدلع أوشا، وقررت أن أفرح به وأنا في حياتي"، في حين نوه والد العروس أنه وافق على الخطبة لأن "والد العريس صديق عمري"، وقد قدم العريس لعروسه شبكة ذهبية قيمتها 8 آلاف جنيه (1,6 ألف دولار).
تجدر الإشارة إلى أن أصغر عروسين معروفين في العالم حسب ما تذكر بعض المصادر التاريخية هما ابن الملك "هنري" الرابع الفرنسي الذي عقد قرانه في الرابعة من عمره على "فرنسواز دولورين"، وكانت في الثالثة من عمرها.